رسالة الموقع

لنجعل حياة المدير والمعلم والطالب أفضل وأسهل

2010/05/15

آلات التصوير وكشف الاسئلة والمستندات الحكومية

بسم الله الرحمن الرحيم


تحقيق أمني مطول عملت عليه شبكة CBS News الإخبارية الأمريكية بالتعاون مع أحد خبراء أمن المعلومات و جاءت نتائجه صادمة, ليس فقط لأنها تمثل خرقا أمنيا هائلا لخصوصية المعلومات و سريتها و لكن لأن هذا الخرق يعني أن كم البيانات التي يمكن لمن يبحث عنها لأغراض غير سوية - مثل سرقة الهوية و الحصول على معلومات تتعلق بالمعاملات المالية و غيرها - هو كم هائل غير محدود بحدود و الأسوأ هو أنه لا يمكن للشخص المعني أن يتوصل الى طريقة لحماية هذة المعلومات التي قد تكون معرضة للإختراق.
هذة هي القضية التي ستعيد آلات التصوير كبيرة الحجم الى دائرة الضوء من جديد .. و ربما بضجة أكبر مما حققته في الماضي .
القضية تتعلق بآلات تصوير المستندات كبيرة الحجم التي لطالما استخدمها ملايين البشر طوال السنوات الماضية دون أن يدركوا أنها يوما ما قد تنقلب عليهم و تهدد بكشف أسرارهم و أدق بياناتهم الشخصية. التحقيق الذي أجرته CBS News كشف عن أن الأغلبية العظمى لآلات تصوير المستندات التي انتجت يداية من عام 2002 و ما تلاه تحتوي على قرص صلب داخلي يختزن نسخة مصورة من كل مستند قامت آلة التصوير بنسخه و طباعته طوال زمن تشغيلها من الورقة الأولى و حتى الأخيرة كجزء من آلية تشغيلها.

الكارثة الأكبر بكل تأكيد هو حقيقة أنه خلال دقائق معدودة و بالتخلص من عدد محدود من البراغي يمكنك أن تنتزع هذا العقل الإلكتروني الذي ظل يختزن البيانات لسنوات و سنوات و خلال عدة ساعات باستخدام تطبيق مجاني متوافر عبر الإنترنت يمكنك أن تستخلص ما تشاء من معلومات لآلاف البشر الذين قد يكونوا قد استخدموا آلة التصوير في نسخ بياناتهم الهامة و غيرها من المستندات الحيوية.

هذا الخرق الهائل لا يحتص به الأفراد فقط الذين تعاملوا من قبل في مكان أو آخر مع آلات التصوير و لكن و ربما يكون الأخطر هو المؤسسات و حتى الهيئات السيادية في الدول و التي قد تكون تخلصت من آلات التصوير القديمة الخاصة بها في مزادات كبيرة كما هو معتاد حيث كشفت آلات التصوير التي اشتراها طاقم عمل CBS لاختبار هذة الطريقة عن مستندات حيوية تتعلق بأرشيف أقسام الشرطة في إحدى المدن بعد أن تخلص مركز الشرطة من آلة التصوير القديمة الخاص به, إضافة الى سجلات تتعلق بالمرضى من إحدى آلات التصوير التي يبدو أنها كانت تعود الى أحد المستشقيات الكبرى.

إن المخاطر المتعلقة بهذا الخرق الأمني على كل من الأشخاص, الشركات و المؤسسات لا يمكن تقديرها بحدود في حال وقعت هذة الآلات القديمة في الأيدي الخاطئة ما قد يجعل هذا الأمر أحد أكبر كوارث اختراق أمن و خصوصية البيانات في التاريخ. أما المثير للسخرية في الأمر بالفعل فهو أن التخلص من هذة البيانات المختزنة في آلات التصوير يتطلب من المستخدم أن يقوم باستخراج القرص الصلب الداخلي بنفسه للتخلص من محتواه قبل القيام ببيع آلة التصوير و أنه للحصول على خاصية محو هذة الذاكرة الدائمة لآلات التصوير بشكل تلقائي فإن المستخدم يحتاج الى الحصول على أحد الإصدارات الحديثة التي تم تزويدها بخواص المحو التلقائي للذاكرة و التي تكلف مبالغ إضافية في نطاق ال500$ فقط للحصول على إمكانية محو هذة البيانات بطريقة بسيطة و مباشرة.

إذا كنت تتسائل في هذة اللحظة عن الوسيلة الأنسب لحماية بياناتك و وثائقك الشخصية من أيدي العابثين, فلا يبدو لنا في هذة الحالة أي بديل عن القيام بمهمة نسخ مستنداتك الشخصية بنفسك في منزلك باستخدام أجهزة المهام المتعددة الشخصية التي تغني عن التعامل مع آلات التصوير كبيرة الحجم و إن كنت ستبقى دائما معرضا لمخاطر تسرب معلوماتك عبر التعامل مع المصالح المختلفة ما لم تكن هذة المؤسسات و الشركات على دراية كافية بهذة المخاطر الامنية و الطريقة المثلى للتعامل معها.


باختصار جميع الاسئلة التي يتم تصويرها في المدارس بامكان عامل الصيانة نسخها حتى لو مضى عليها سنوات، والخطورة في حالة وجود آلة التصوير لدى جهة رسمية حساسة مثل الجهات الامنية أو وزارة الخارجية أو مجلس الوزراء.


فيديو عن الموضوع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق